e premte, 15 qershor 2007

القاهرة ـ القدس العربي ـ أحمد الشوكي
: يقف المطرب الأسمر محمد منير وحيدا في ساحة تمتليء كل عام بالعديد من الأصوات، لينفضوا من حوله، ويظل منير واقفا لأنه ببساطة وهب منحة الشعبية ، فبينما كان يغني منير منذ خمسة وثلاثين عاما في إحدي ملاهي وسط القاهرة، وكان معه في ذات التوقيت المطرب أحمد عدوية الذي كان أسرع للظهور منتصف السبعينات، كان منير المطرب الثاني الذي شق طريقه للأسماع بأداء ولون مختلف، وكان الثالث معهم المغني الأمي شعبان عبدالرحيم.
خدمت منير بشرته السمراء التي جمعت حوله اصحاب هذه البشرة من صعيد مصر، واستطاع أن يستثمرها حتي في غنائه، حيث يعد أكثر من غني للمحبوب الأسمر، ليظهر الفارق في النهاية بينه وبين مئات المطربين، أنه يغني ليبقي، بينما هم يغنون ليقتلوا الوقت.
كيف تري الفارق بين حال الأغنية الآن، وحالها منذ بدأت الشهرة منذ ربع قرن؟
في البداية كان يقف بجواري الشاعر عبدالرحيم منصور وفؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودي ومجدي نجيب، أما الآن فإني أنظر حولي فلا أجد أحدا، ولهذا أصبح الطريق أكثر صعوبة، الأغنية الآن ساقطة، ولم تكن كذلك قبل ربع قرن، الذي أنظر بعد أن مر اليوم لأري ما في يدي قبض الريح، إلا من الفن، لقد سرق مني العمر والأحلام، لكني مازلت متوهجا كمغن همه التحريض، وصناعة البهجة والأحلام، وهذا هو الفارق بين المغني والمغنواتي، حيث يغني الأول لهم، والثاني يغني عليهم.
ما هي المؤهلات الواجب توافرها في المطرب لينجح؟
الغناء هو الثقافة والبحث والتحري، من أجل الحصول علي أغنية جميلة، وإذا لم تتوافر هذه العناصر في المطرب، فلماذا إذاً يغني.
وكيف توفر هذه العناصر الثلاثة لنفسك؟
من خلال جولاتي في أوروبا، حيث أكون مشغولا بالسماع، ولا أجد وقتا لشراء حاجاتي وملابسي، في الوقت الذي أجد فيه فنانين يسافرون من أجل التسوق، والتباهي بأنهم سافروا لباريس ولندن لكي يقتنوا إكسسوارات.
كيف يطور المطرب نفسه؟
أن لا يبني أعماله الجديدة علي الثوابت والتكرار، فعلي المطرب أن يتجدد، حتي لا نمل من أنفسنا، فالغناء الآن ليس مجرد استماع لأغنية من ملحن، لذلك هناك ناس تستمر وآخرون ينتهون سريعا.
إلي أي حد يكون اهتمامك بالتراث؟
التراث بالنسبة لي يعني الجذور، وأنا أحاول تقديم أكبر قدر ممكن منه، لذلك أطالب كل زملائي في الحقل الغنائي بالبحث عنه، وتقديم ما يناسبهم منه للناس، فأغنية نعناع الجنينة ليست ملكي وحدي، لكنها ملك للجميع، ومن أراد أن يغنيها فليفعل، وعيب كبير أن نجد الأوروبيين ينتشرون في كل إفريقيا لكي يحصلوا علي جملة موسيقية وإيقاع معين، في الوقت الذي نبتعد فيه نحن عن هذا الكنز الخرافي، فموسيقي الرجي خرجت من شمال إفريقيا إلي أوروبا وانتشرت بعد ذلك في كل العالم، هذا ومطربونا يخجلون من تقديم تراثهم.
ما هي تفاصيل ألبومك الجديد؟
اسمه طعم البيوت وهذا ليس اسم أغنية فيه، لكنه حال الأغنيات كذلك، فاخترت لهم جميعا هذا الاسم، حيث تحمل الأغنيات ما يحدث للأسرة من فرح وحزن، وحب وشقاء ولا أقصد به مصر، لكن العالم كله، ويضم أغنيات معاكي بضحك بصوت عالي كلمات مجدي نجيب وألحان وجيه عزيز، و مش محتاج أتوب كلمات طارق عبدالستار، وأقدم الأغنية التراثية يا أبو الطاقية للرحبانية والتي غنتها صباح والأغنية التي أصورها منه هي أغنية يونس كلمات عبدالرحمن الأبنودي، ألحان محمد رحيم، وهي مستقاة من السيرة الهلالية، وتحكي علي لسان يونس موجها الحديث لشقيقة محبوبته، وهو يقول لها كيف أحبك من غير حرية.
هل هذه الأغنية إسقاط علي حال مصر؟
نعم، حيث لا يستطيع المحب أن يواصل حبه أو يعجز عن تلبية ضروراته، وهو مكبل بالقهر.
بماذا تشعر وأنت تعد لألبومك الجديد؟
أشعر بسعادة بالغة، حيث تغمرني الفرحة وأنا أعد لشريطي القادم طعم البيوت فأنا أعد له بإخلاص وحب، فحين الناس تشكو من سقوط الغناء، وأنا أقدم غناء راقيا لابد لي أن أفرح، لأنني بالفعل أشاهده يسقط، لكنه سيجدد نفسه حتما، فصناعة الموسيقي لن تنتهي، لأنها ليست صناعة طرابيش ، ومن حقي أن يعلو صوتي بالغنا بعد أن صار الصوت العالي للقبح أكثر علوا.
كيف تري الجمهور؟
أغلبية الجمهور صامتة إلا من الفن فهو الوحيد الذي لا يصلح معه أغلبية صامتة، حيث الفن صوت وصرخة، قد ينتشر الهلس قليلا، فحتي الهلس له جمهوره، لكنك بعد فترة لن تجده، ولا يبقي إلا الفن.
ألا تخاف من تغيرات الزمن التي بدورها قد تبعدك عن الغناء؟
أستدعي مقولة الأديب الكبير نجيب محفوظ في رواية أولاد حارتنا حيث قال علي لسان أحد الأبطال الخوف لا يمنع من الموت، إنما يمنع من الحياة فأنا لا أخاف الزمن لأنه ليس بيني وبينه عداوة، فكل يوم يمر في حياتي أعتبره صديقي وأستاذي الذي يعلمني فن الحياة، فرقم السنوات لا يخيفني ما دمت قادرا علي الغناء الطازة، وقديما كان جمهوري قليلا، لكنه اليوم أصبح شعباً بأكمله.
كيف تري المزج بين الثقافة الموسيقية العربية والأوروبية؟
أنا حائر بين الثقافتين، فتجربتي مع العالم بدأت مبكرا بعد تخرجي من كلية الفنون التطبيقية مباشرة، حيث سافرت بلاد الله مع موسيقيين وفنانين، سافرت أول ما سافرت بتجربتي المحدودة، لكنها علمتني، وزادتني خبرة ونورا، وأحيانا لم أكن أحتمل هذا الانتقال من البارد إلي الساخن ومن الظلمة إلي النور، ومن مشاكلنا المستعصية إلي الراحة والسلاسة هناك.
ماذا تحب أن تضيف؟
أريد أن أقدم حفلات لصالح مرضي الكبد، لكني أشترط وضع التبرعات في صندوق زجاجي، حيث يفقد الثقة بعضنا في بعض، ليتسلم هذا الصندوق شخص يوثق به لتسلم للمرضي غير القادرين، وسوف أتبرع أنا الآخر بمبلغ، وما تزال المؤسسات العلاجية تحتاج إلي دعاية ليعلم الناس ماذا يريدون، حيث يفشل وزير الصحة في إعلام الناس بالمطلوب ليتمكن من جمع التبرعات

7 komente:

حدوته مصرية tha...

مفيش اللى اقدر اقوله غير

الكبير كبير يا محمد يا منير


تحياتى

Unknown tha...

هاقولك اية

شايف مستوى الثقافة

مش مجرد مغنى بياخد كلام متلحن ويقولة

دة حاجات كتير

عجبتنى اوى

الجملة دى

الخوف لا يمنع من الموت، إنما يمنع من الحياة فأنا لا أخاف الزمن لأنه ليس بيني وبينه عداوة،


فعلا كلمة معبرة فعلا يا ملك

heba tha...

" إنه يغني ليبقى ، وهم يغنون ليقتلوا الوقت"
فعلاً هو ده الفرق وفرق جامد اوي خلى اقدم اغنية للملك تفضل زيها زي أجدد اغنية

وهو عنده حق التراث الموسيقى بتاع افريقيا بياخدوه الأوروبيين او اللي من اصول افريقية زي "بوب مارلي" لما غنى بموسيقى الريجي

لكن عندنا عمالين يعيدوا ويزيدوا لما زهقونا

اتفضل عندنا tha...

منير انسان قبل ما يكون فنان و ده اللي بيخلي في توافق ما بين الكلام والفعل عنده، الحب اللي جواه لمصر و للحياة و للفن بيبان في كل كلمة بيغنيها، ربنا يديله الصحه و يخليه لينا

Mirage tha...

طيب هو انا عايز اعرف حاجة

هو احنا مش هنشوف منير غير من السنة للسنة فى الاوبرا فى ليلة 31 ديسمير ولا ايه ؟

مفيش اخبار عن حفلة قريبة ؟

بييبو tha...

منير صوته أحلى حاجة ف الحياة اصلا
الموسيقى الراقية والصوت الصافى اللى مصبرنا على كل من هب ودب

تحياتى

chico tha...

منير بجد ملك الغناء فى الوقت اللى احنى فيه و اهم حاجه فى منير انه بيغنى تحت شعار اسمع و فكر يعنى بتسمع الاغنيه و تفكر فى المعنى و دايما بتلاقيه له علاقه بالحياه يعنى اغنيه شتا بتتكلم عن اليأس و ممكن واحد يفهمها انها بتتكلم عن الموت و ده اللى منير عايز يوصل له انه مش عايز يفرش وجهه نظره على حد هو عايز كل واحد يسمع و يفكر فى الكلام اللى بيسمعه

افتح شبابيك الحلم و افتح طريق لبكره
و اى شىء بقى علم ما هو كان فى الاصل فكره